الاثنين، 27 يناير 2025

قدر






بقلم:- هايدي إبراهيم 


 - كابتن، أنتَ يا أخ 

- نعم! 

- عايزة أعرف العنوان دا فين؟ 

رفع حاجبه وبصلي بإستغراب وقالي: 

- أنتِ شايفة نفسك؟ 


بصيت علي نفسي كنت لابسة دريس أبيض على خمار لافندر في أبيض والشنطة لافندر والكوتشي أبيض!! أي بقا مالها نفسي؟ 

- مش فاهمه

- يعني واحدة زيك باين محترمة أي يوديها المكان دا؟ كباريه!! 


سكت شوية وقولتله: 

- أنتَ شايفني مثلًا رايحة أعصي ربنا بالخمار، لا طبعًا so قولي المكان فين؟ 

قالي وهو بيوطي عشان يوصل لطولي: 

- روحي يا شاطرة على بيتك الوقت اتأخر 

- بقولك أيه أنا اختي الصغيرة ممكن تضيع مني، هتدلني على العنوان ولا أسأل حد تاني 


بص حواليه يمين وشمال دلالة على عدم وجود ناس حوالينا وقالي: 

-تعالي 

مشيت وراه وأنا ساكته، فتح هو الكلام وسألني: 

- هي أختك بتعمل إيه في كباريه؟

- صحاب السوء كتير وأنا ياما نصحتها بس هي مبتسمعش الكلام، بداري عليها دايمًا قدام بابا بس كده تخطت الحد 

- عرفتي منين أنها هناك؟ 

سكت شوية واتنهدت بعدين قولتله: 

- واحده محترمة عرفت هي رايحة فين فحاولت تمنعها أختي رفضت ومشيت في طريقها، البنت قلقت عليها اتصلت بيا 


وصلنا للمكان اللي المفروض ملك فيه: 

-شكرًا ليك، عن إذنك 

دخلت جوة ولقيته جاي ورايا! 

بصيت حواليا ولقيت منظر حسسني بقهرة على أختي اللي كانت ملاك، وعارفة ربنا وصاحبتي ودلوقتي بترقص في ديسكو وحواليها شباب!!


كان الشخص الغريب واقف جنبي لمحت واحد بيتكلم في ودن ملك وهي بتضحك وراح ناحية البار جاب كوبايتين ومن الواضح أنها خمرة! 

لكنه حط حاجة في الكوباية اللي راح وهو بيبتسم بخبث ادهالها وفجأة أنا اتحركت من مكاني بدون سابق إنذار عشان أوقف اللي بيحصل ولكن كان هو سابقني! 

الشخص الغريب اللي سألته على الطريق ودلني. 

وقع الكاس وضرب الشاب بوكس وحصلت خناقة كبيرة بينهم شديت أيد ملك اللي اتصدمت لما شافتني وطلعت برا. 


من غير أي كلمة كانت أيدي سابقة لساني على وشها، هي كانت هتضيع مني 

- أفرضي اللي حطهولك في الكوباية كنتِ شربتيه وملحقتكيش! خمرة ورقص وشباب كمان يا ملك هي دى أختي اللي كانت بتسابقني لصلاة الفجر؟ 

أنتِ يا ملك مش مصدقة، أنا أول مرة أمد أيدي عليكي لكن لازم تفوقي يا ملك دا مش أنتِ ودول مش صحاب دول فاسدين بيجروكي للشر. 

ينفع تغضبي ربنا بعد ما كنتِ قريبة منه؟ 


كنت بقولها الكلام دا وأنا دموعي بتتسابق على خدي، كنت حاسة بخوف ورعب إني لو ملحقتهاش كانت ممكن تضيع من أيدي 

- أنا آسفة 

اتكلمت وهي بتعيط وحاطة أيديها على خدها فأخدتها في حضني وسكتها 

- طيب يا جماعة مش وقته الأحضان دى الوقت اتأخر تعالوا أوصلكم

- شكرًا ليك أنا هتصرف 

- مفيش حاجه إسمها الكلام دا، أنا عربيتي راكنها بعيد فأتفضلوا أنتم أمشوا وأنا همشي وراكم 


مكنش فيا حيل أجادل بالفعل مشى ورانا، أنا كنت ماسكه أيد ملك اللي باين أنها تلجت من الجو، ومن اللي هي لابساه! وصلنا البيت وشكرناه على مساعدتنا:

- شكرا ليك يا أستاذ..

- زياد 

- شكرا 

- العفو بس هو ممكن أخد من أختك دقيقتين على انفراد؟


رفعت حاجبي وأنا مستغربة وندهت ملك تكلمه بعدت شوية وسبتلهم مساحة للكلام.

بعدها ابتسملي وابتسم لملك ومشي، ملك جات وهي بتعيط وتضحك في نفس الوقت

- قالك أي يا ملك؟

- تعالي نطلع وهقولك 

- لا إحنا نطلع من الباب الوراني عشان بابا أو ماما مياخدوش بالهم 


مسكت أيديها وطلعنا ولحسن حظنا بابا وماما كانوا نايمين.

غيرت القرف اللي كانت لابساه وأنا كمان بعدين قعدنا نتكلم 

- احكيلي قالك ايه؟

- قالي أخدك قدوتي وان اللي زيك هما أكتر الناس قرب للجنة، أما صحابي اللي كنت ماشية معاهم هما دول اللي هيأذوني في حياتي وبعد مماتي 

كمان قال أنه أعجب بشخصيتك.

- ااه انس... أي؟ شخصيتي 

- احم اه 


سكت وقولتلها قفلي على الموضوع دا يا ملك تعالي ننام.

في الليل حلمت إني قاعدة في غيط ورد أبيض كتيير وكنت لابسة أحمر وفاردة شعرى وجه الغريب زياد قعد جنبي وقدملي وردة حمرا وقالي:

-تشبه خدودك   

ابتسمت واخدتها منه وحطتها في جيبه وقولتله:

-تشبه لقلبك.

صحيت من النوم على نور الشمس في عيني كانت ملك فتحت الشباك كالعادة.

البيت اوضه كتير بس أنا وملك متعودين ننام مع بعض عشان كده سبنا الأوض الكتير ونمنا هنا.


- صحي النوم في محاضرة 

- لا بصي كنسلتها 

- وه! سديم هتاخد إجازة من محاضره

ضحكت ولعبت في شعرها وأنا بقولها:

- تعبت وعايزة أتمشي شوية على البحر 

- وماله يا حبيبي، أنا هلبس عشان ورايا محاضرات

بصيتلها وانا بمسح على وشي وقولتلها:

- ملك!

- نعم 

- صليتي؟

قربت مني وحضنتتي وهزت راسها بآه ومشيت 

غيرت هدومي وصليت وصبحت على بابا وماما ونزلت

جبت قهوة واتمشيت على البحر كان الهوا جميل

وعمو بتاع الترمس مشغل عبد الحليم وهييح كده جامد

- صباح الخير

- أنتَ؟ صباح النور

- طبعًا مش هقول صدفة لأني واقف تحت البيت من تسعة الصبح 

- ليه؟

- رقم والدك ممكن 


وشي قلب أحمر واتفاجئت ودورت وشي وبصيت للبحر.

- شكلك مش ناوية تديهولي يا سديم

- عرفت أسمي منين؟ 

- من ملك، ثم أن أسمك يشبهلك فعلًا (نجمة)

- احم هات تلفونك 


عطاني تلفونه وهو بيبتسم وقالى:

- عن إذنك يا نجمة 

ومشي شكله خلاني أبتسم تلقائي 

ــــــــــــــــــــــــــــ 

روحت البيت وابتسامة ماما وبابا كانت دليل أنه كلمهم على طول 

- ها يا سديم بما أنك عطيتي ليه الرقم يبقا أي، بتفكري!

- اللي تشوفه يا بابا

- بكاشة طالعة لأبوكي 

- احم احم


وحددوا معاد لرؤية شرعية، كانت مامته جاية معاه وأنا تلقائية بتكلم وبتعامل مع الناس اللي بيدخلوا قلبي بسهولة 

- ليه اخترتني أنا من مقابلة واحدة بس؟ 


- إنسانه جميلة زيك ونضيفة قلبًا وقالبًا، حنونه وبتاخد بالها من الكل، ولطيفة بشكل كبير، بريئة وقريبة من ربنا! إزاي متبقاش زوجتي المستقبلية اللي أمسك بايديها ونروح الجنة سوا؟


ضحكه كبيرة ارتسمت على وشي ودمعة نزلت من وصفه ليا، حركت راسي بالموافقة فسمعت زغاريت مالية البيت. 

كانت ملك وماما ومامته الشبكة تمت بطريقة لطيفة جدًا وناس كتير جاتلي وكانوا فرحانين. 


وبعد مرور خمس شهور 

- ملك اخلصي زياد مستني تحت بقاله ساعة تبًا لكِ

- على راحتشييي 

- خليكي بقا على راحتك أنا ماشية 

- استني خلاص بهزر 


نازلين نجيب فستان الفرح والخمار بتاعي انهاردة من أسعد أيام حياتي. 

الصدف بتغير في حياتنا حاجات كتير والمواقف هي اللي بتبين براءة وجمال شخصية البني آدم اللي بتقابله وأنا قابلت بني آدم جميل على رأيه قلبًا وقالبًا.. 


بقلم:- هايدي إبراهيم  

#سديم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نجمة

بقلم:- هايدي إبراهيم   مدام سديم ممكن تحكيلنا إزاي قابلتي زياد؟!  بصتله وأنا ببتسم ذكرى جات في بالي، وبعدين قولت للصحفين  -أقدر أقول أنها كا...