الاثنين، 27 يناير 2025

الفار في المصيدة


 

بقلم:- هايدي إبراهيم 

فتحت شباك البلكونة ومسكت جردل الماية وحدفته كله عليه!! 

الموضوع وما فيه إني مش عارفة أوصله بأي طريقه وهو أعمى مش بيفهم التلميحات فلقيت الحل الأمثل إني أدلُق عليه ماية من البلكونة 

- أي دا مش تفتحي يا ست ياللي فوق! 


1/5

دى أول خطوة وهي جر الفار للمصيدة، هتقولولي شبهته بالفار ليه عشان عيونه شبهم، وعشان بيبان برئ بس هو ثعلب مكار!


سبت الجردل ونزلتله وعملت نفسي إني ندمانه وكده :

- أنا بعتذر ما أخدتش بالي 

بصلي شوية وبنظرة القطة البريئة بدأت أول مراحل جذب الفار للمصيدة، وهي مصيدة حبي

- ولا يهمك خلاص. 

- طيب أقدر أساعد‌َك بحاجة؟ 

- لا أنا بيتي هِنا أصلًا 

- آه ما إحنا جيران... 


2/5

ودى تاني مرحلة تنبيهه بوجودى حواليه،  هو مكانش ملاحظ قبل كده مثلًا أن شقتي في وش شقته!!!

وان ماما لما بتبعت طبق الكنافة في رمضان بتودي ليه هو وعايلته أول ناس عشان أقرب جيران؟ وبرضه هما آخر حد بيبعتولنا الطبق ولا مش ملاحظ إني بقابله كل شوية وأنا خارجه وأنا طالعة وأنا نازلة يكون أعمي النظر وأنا معرفش، لكن شكله أعمى القلب كمان.. 


- طيب أستأذن بقا عشان أطلع أغير هدومي اللي باظت دى، ورايا شغل.


سبقني وطلع على السلم فطلعت وراه بسرعة وأنا بسأله: 

- هو حضرتك بتشتغل أي؟ 

-يعني مش عارفه؟! 

-تؤ تؤ 


أنا بكدب لأني عارفة هو شغال في البنك اللي على أول الشارع ودايمًا بروح أسحب فلوس لبابا من هناك 

- غريبة العمارة كلها عارفه!

- زي ما العمارة كلها عارفه أن إحنا جيران من سنتين!!  


كده أتحط قدام الأمر الواقع، لقيته وقف وبصلي بعدين أبتسم واتضح أنه من قريب غمازاته بتوضح آه والله لقيته طلع سلمه لفوق وبصلي من فوق لتحت وقالي: 

-أنتِ نازلة كده! 

فضلت مبلمة لدقايق ومش فاهمة هو قصده أي لحد ما طلع، بصيت على نفسي وياريتني ما بصيت يادى الكسفة اللي أنتَ فيها يـ حازم حازم. 

كنت لابسه جلبية ماما البيتي ولافة الطرحة أي كلام وشكلي مبهدل. 

ضحكت بسذاجة على شكلي الأهبل وطلعت. 


شكل الخطوة التانية نجحت بطريقه عكسية بدال ما يتنبه بوجودى لاحظني خلاص!! 

هييح وماله 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

- أستاذ زياد، أستاذ زياد.. 

- أيوة اتفضلي! 

- أنتَ رايح البنك صح؟ 

حرك راسه وهو بيبتسم ابتسامه بسيطة فقولتله: 

-طب ممكن تاخدني معاك، عايز أسحب فلوس من الحساب 


والدي اخد إجازة مرضية من الشغل كان في فلوس بيعينها في البنك هو وأمي فلما تعب بدأ يسحب منها للصرف على علاجه وعلينا هو دلوقتي صحته بقت تتحسن عن الأول، والفلوس دى فادتنا جدًا وفادتني أنا كمان. 

احم منا استغليت موضوع السحب في إني اقابله. 

- وماله تعالي. 

مشيت جنبه وأنا بختلس نظرات وبضحك من فترة للتانية فلقيت ضحكة عالية طلعت منه، وبدال ما أساله بتضحك ليه سرحت في الضحكة دى. 

- شكلي حلو للدرجه دى؟ 

- جدًا دا حتى شبه أحمد عز 

- أنا ولا أحمد عز 

- أنتَ طب... 

أي اللي هببته دا اتكتمت وأنا وشي أحمر من الإحراج وكملت طريقي معاه 

- خدي الورقة دى واديها لأستاذ على اللي هناك دا. 

حركت راسي ومشيت اديته الورقة، اخد البطاقة والإجرائات تمت بسلاسة عن العادة ابتسمت ليه قبل ما أمشي وروحت البيت جهزت شنطتي ونزلت الجامعة. 


آداب كلية آداب حبيت أبقا مؤدبة وكده هه 

احم لا بحب التدريس، وكمان علشان لما أطلع مُدرسة أطلع مُدرسة شاطرة طيبة مش بتاكل العيال. 

وأنا طالعة من الجامعة قابلت ريهام صحبتي في كلية تربية رياض أطفال، ومشينا مع بعض لحد ما قعدنا على البحر. 

- ها بيبسي ولا آيس كريم؟ 

- هاتي لب يا بنتي 

ضحكتلي ومشيت، كنت بفكر في الخطوة اللي جاية وازاي أخليه يلاحظني لحد ما لقيته قدامي!! 

الواحد لو بيعمل تخاطر مش هيحصل كده هه


ريهام جات وقالتلي: 

- هو مش دا اللي في بالي! مين اللي ماشي معاها دى؟. 

3/5

ابتدأت المرحلة الثالثة، ودى (إظهار الأحتياج)

- دماغيي دماغي يا ريهام مش قادرة بتوجعني جامد 

بصتلي ورفعت حاجب بعدين بصتله وابتسمت وفي ثواني كانت بتنادي عليه يلحق المغمى عليها دى، آه اللي هي أنا 

جه بسرعة وسندني معاها ووقفوا تاكسي والبنت اللي معاه ركبت معانا التاكسي وصلت المستشفى كانت ريهام قامت بالواجب وكلمت الدكتور يقول أعراض غلط عشان ميشكش فينا. 


وبالفعل دخل على أساس يكشف عليا وقعدنا نهزر ونتكلم شوية دكتور عسل والله قد بابا بس وافق!!

وبسهولة كمان. 

- متخفش يا زياد هي كويسة دلوقتي كانوا شوية ضغط وقلة أكل مش أكتر. 

كنت هضحك على قلة أكل دى لأني تقريبًا بخلص أكل البيت.. 

- طيب أنا هستأذن يا جماعة وألف سلامة عليها 

- شكرًا يا سها معلش تعبناكي معانا 

- لا تعب ولا حاجه بس زمان جوزى رجع والولاد جم من الحضانه 


حضانه!! 

جوزى!! بالفعل سوء الظن دا وحش 

كان هيمشي بس عملت إني بفوق ومسكت في كم القميص بتاعه عشان ميمشيش. 

- المفروض نقول لأهلها؟

- أنا بقول نسمع كلام الدكتور هو قال هتقوم كمان شوية بدال ما يقلقوا عليها. 

هز راسه فأستأذنت هي تعمل مكالمة وسابتني الخاينة. 

مقدرتش أمثل إني نايمة لأني من النوع اللي بيربش كتير وبحرك نني عيني لو مثلت من الآخر بتقفش هه. 


4/5

فتحت عيني براحة وابتدت المرحلة الرابعة (الأقتراب) 

ابتسمت وسألته في أي قالي: 

- شوية تعب بسيط ياريت تهتمي بنفسك بعد كده وتاكلى كويس

- شكرًا إنك ساعدتني، أنتَ طيب أوي. 

- العفو على أي، يلا فوقي كده عشان تقومي بالسلامه 


هزيت راسي، طلع تلفونه وبص فيه وأنا فضلت بصاله: 

- أنتَ حلو كده إزاي؟! 

- نعم! 

- أي!! 

توهت الموضوع وساعدني إني أقوم وأنا عاملة نفسي نايمة.. قصدي تعبانه.


لما روحت البيت حكالهم اللي حصل وأنا دخلت اوضتي مع ريهام اللي مبطلتش ضحك في سرها، حقيره أوي. 

وفضل هو حوالي ساعة إلا ربع مع بابا 

- ها لسة برا؟ 

- اه 

- أفهم بس بيرغوا في أي؟  

لما مشى طلعت لبابا وماما برا، قعدت استربعت على الكنبة وقولتلهم

- كنتم بترغوا في أي؟ 

- الاه ما أنتِ كويسة اهو!! 

- فوقت فوقت، المهم أي؟ 

بابا وماما ضحكوا وقالوا: 

-كان بيطلب أيدك 

- ليه... أي بتقولي أي يا ماما 


5/5

المرحلة الخامسة (الإجتماع)


كنت مستنيه المرحلة دى من زمان، بس هو لحق يحبني؟! 

ثواني لحق أي دول سنتين!!  

اتفقوا على معاد رؤية شرعية وأنا فرحت جدًا بإقتراحهم إني هقابله تاني قبل الشبكة لأني وفى الأساس موافقة. 

- عاملة أي يا سديم

- بخير الحمدلله، احم منور 

- بنورك 

- احم احم منور 

- الله ينور طريقك 

- الاه أنتَ جاي تتفرج عليا!  


ضحك وبص في الأرض بعدين بصلي وقالي:  

- أي رأيك نعمل حاجه بسيطه بينا ولا نعزم الصحاب والعايلة؟ 

- حاجة بسيطة ونعزم بردو الصحاب والأهل 

- طب حلو هعزم صحابي في البنك وسها و... 

- ااه يا دماغي دماغي بتوجعنيي 


بصلي ورفع حاجب وقالي: 

- مقفوشة على فكرة 

- أي! 

- الدكتور اللي كشف عليكي يبقا خالي والمرحلة الثالثة باظت 

- اي أحلف طب طب إزاي؟ 

قالي بكل بساطة:

-  لأني كنت بحبك قبل كل المراحل دى وبعدها حبيتك أكتر 

- بتتكلم جد؟ يماما هاتي الشربات


وما من طريقة تقربني إليكَ إلا إفتتاح صدري لإستقبالك بكامل إرادته ") 🤎🕊


#هايدي_إبراهيم

#سديم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نجمة

بقلم:- هايدي إبراهيم   مدام سديم ممكن تحكيلنا إزاي قابلتي زياد؟!  بصتله وأنا ببتسم ذكرى جات في بالي، وبعدين قولت للصحفين  -أقدر أقول أنها كا...