الثلاثاء، 21 يناير 2025

حب في الطيارة

حب في الطيارة

بقلم:- هايدي إبراهيم




 فضلت واقفة في نص المكان في الطيارة مش عارفة أروح فين لحد ما بصيت للورقة اللي معايا وقربت من الشخص اللي كان قاعد وقولتله:
- لو سمحت ممكن تدخلني دا الكرسي بتاعي 
- أكيد إتفضلي 
مكنتش عارفة أعمل أي وكان معايا الشنطة ومش عارفه أتحرك 
- أول مرة؟
هزيت راسي بـأيوة فساعدني وحطلي الشنطه في مكانها قعدت مكاني نستنية الإقلاع لحد ما قالي:
- أربطي الحزام 
ربطه لنفسه وشاورلي أعمل زيه بدأ يبقا في إهتزاز بسيط رج قلبي معاه كنت متوترة ومغمضة عيوني جامد لحد ما الإهتزاز وقف 
أبتسم وقالي خلاص بقينا في الجو، قعدت شوية مش عارفة أعمل حاجه لحد ما لقيت واحدة من التيم بتاعي جاية نحيتي:
- أي اللي حدفك الحدفة دى حظك مقعدتيش جنبنا 
هزيت كتفي بعدين قالتلي:
- عارفة أنها أول مرة بس أنشف كده يا وحش دا أنتِ الليدر بتاعنا 
إبتسمت ليها وقولتلها:
- متخافيش يا منار أنا كويسة.
سندت راسي علىٰ الكرسي شوية وبعدين مسكت النوتة بتاعتي وكتبت فيها وبعد دقايق عيني راحت في النوم كنت مطبقة من إمبارح من خوفي من فكرة إني هركب طيارة.
لما صحيت لقيت الشخص اللي جنبي بيبصلي بإبتسامة وبيقول:
- يمكن الفضول دا شعور عند أي حد بس أنا آسف فضولي غلبني لما مسكت النوته اللي وقعت منك وعيني لمحت كلام، مش تجسس والله ولكن مقدرتش أمنع فضولي إني أقرأ قصة منار صحبتك.
عضيت علىٰ شفتي وفركت صوابعي في بعض وقولتله خلاص مفيش مشكلة، سألني سؤال كُنت متوقعة يسأله وهو بيقول:
- هي إزاي بالقوة دى!
أتنهدت وأنا بفتكر حكاية منار والأحداث اللي حصلتلها بداية من السنة اللي فاتت 
وقفت قدام الباب وبصوت عالي:
- يلا يا منار هنتأخر 
- ثواني يا سديم العالم مش هيضيع يعني لو منزلتش جبت الفستان مع محمود انهاردة 
- لا هيضيع يلا يا ستي فرحي ولا فرحك أفهم بس!
شديت أيديها وروحنا ركبنا العربية وطلعنا علىٰ محل الفساتين اللي كان واقف قدامه محمود مستنينا 
- كل دا تأخير بردو 
قولتله وأنا بزقه علشان ادخل:
- أسأل خطيبتك الكسلانه 
بصلها وضحك وقال:
- لأ مدام كده اتأخروا براحتكم 
- شوف الواد!!
وبعد ما نقينا الفستان وملزماته وكل حاجه أتعزمنا علىٰ أكل، محمود ومنار مقطعوين من شجرة عايلتهم الإثنين الله يرحمهم هما ولاد عم، بيحبوا بعض من صغرهم واهو جه اليوم اللي يرتبطوا فيه.
لما روحنا المطعم بدأت لاحس تصرفات غريبة علىٰ محمود من دوخة خفيفة لبعده عن الأكل اللي بيحبه ومش أنا بس دى منار كمان حست كده لحد ما قالتله:
- محمود حبيبي أنتَ كويس؟
هز راسه بأه فـ قولتله: 
- متأكد شكلك تعبان؟
قالي - يمكن ضغط الشغل!
مكملناش أكلنا وقولنا نروح علشان يرتاح فاضل ثلاث أيام علىٰ الفرح 
وجه اليوم اللي مستنينه ولبستها الفستان بإيدي وكانت طالعه ملاك وجه محمود أخد بإيديها ونزلوا ولكني لاحظت نفس التعب عليه، لحد ما قعدنا علىٰ الترابيزة وجه المأذون وعطيٰ العقد لمحمود يمضي اللي فجأة وهو بيمسك القلم وقع ساكت علىٰ الترابيزة!!!
كان المكان عبارة عن هيجان وصريخ هنا وهناك، جم نقلوه المستشفى اللي طلع من باب أوضتها دكتور وقال:
- البقاء لله كان مريض سرطان وفي المرحلة الأخيرة الأعمار بيد الله وهو عمره انتهي لحد كدة..
رجعت من ذاكرتي وأنا بتنهد وبقوله:
- اللي مرت بيه مكانش قليل، لكن هي قوية واتحملت كتير وربنا أكيد هيجبر بخاطرها 
قالي:
- ربنا يكون في عونها، أنتم فرع اسكندرية صح؟
- أيوة
- أنا زياد الدمنهوري مؤسس الرحلة دى من فرع القاهرة 
- اتشرفت بحضرتك.
الرحلة تبع الشغل والشركة ليها ثلاث فروع فرع الغردقة وفرع القاهرة وفرع اسكندرية، الرحلة رحلة عمل ومنها راحة في نفس الوقت، وافقت علىٰ الرحلة علشان عمري ما طلعت طيارة قبل كده حبيت أواجهه خوفي.
مسكت الهاند فري بعد ما أكلت وحطيتها في ودني وبصيت من الشباك العالم شكله مختلف تمامًا من فوق.
بصيت جنبي لقيته مشغول في حاجه فكملت بص للشباك والسما وبعد فترة ما دورت وشي ابتسمت وقولتله:
- أي دا؟
- أي، دى أنتِ المنظر كان لطيف ومحتاج يتوثق 
- تقوم ترسمني!!
- ليه لأ..
ابتسمت وهزيت راسي وبعد حوالي ثلاث ساعات كانت الطيارة واقفة ووصلنا الحمد لله أخدت نفس عميق وفكيت الحزام واخدت شنطتي وروحت للبنات 
- سديم أنتِ عارفة مين اللي كُنتِ قاعده جنبه دا؟ 
- أيوة قالي دا زميلنا من فرع القاهرة وهو المؤسس 
منار حطت أيديها علي كتفي وقالتلي: 
- غير أنه فتىٰ أحلام كل بنت في الشركة 
- متكبريش الموضوع هو عادي وسيم اه وعنده غمازة وجنتل مان وبيعرف يرسم و.. بس عادي بردو. 
سمعت صوت من ورايا بيقول: 
- مكنتش أعرف أن وصفي كدة! 
- احم احم 
بصيتله وابتسمت وتوتر وبعدين قولتله بكل سذاجة: 
- نعم أي خدمه؟ 
- لأ بس النوته وقعت تاني وكأنها مستقصدة تقع قدامي 
وشي أحمر وحسيت بسخونيه، أخدتها منه وشديت أيد منار ومشيت 
- أنتِ يابنتي بتتكلمي مع الراجل بالأسلوب دا ليه؟ 
- يعني عايزاني أتكلم إزاي يا منار مبحبش المياعة بتاعت البنات أنا 
خبطت ايديها علىٰ راسها وقالتلي: 
- قدامي يا مطلعه عيني. 
- حاضر 
روحنا وأخدنا مفاتيح الأوض وكنت أنا ومنار مع بعض الحمدلله، ظبطنا نفسنا ونزلنا. 
قولوا عليا انطوائية غريبة ولكن مبديش الأمان لحد لسة عارفاه لازم ياخد وقت لحد ما يعرف شخصيتي الحقيقية
- هننزل المدير عاوزنا يلا 
- قصدك زياد؟! 
بصتلي من فوق لتحت وقربت مني وهي بتغمض عنيها وقالتلي: 
- بتسألي ليه؟ 
- عادي سؤال برئ أمشي يلا. 
صحيح أنا سألت ليه؟
- الأول حمدلله علىٰ السلامة يا حضرات نورتوا المكان كنت حابب أوضح حاجه إحنا كشركه تصميم أزياء محتاجين دماغنا تبقي رايقة في بعض الأحيان علشان نطلع الشئ جميل ونشوف حاجات جديدة علشان التجدد في التصاميم والأبداع يزيد لذلك أنا أقترحت فكرة الرحلة دى منها نغير جو ومنها نشتغل في تصاميم الثفقة الجديدة.
القرار ليكم اما نشتغل أسبوع ونرتاح أسبوع أو تشتغلوا أسبوعين وترتاحوا الباقي!
وبعد ما أتكلم رسينا علىٰ اسبوع وأسبوع علشان يكون المجال مفتوح للشغل وللراحة، أما بالنسبة لزياد اللي قلب وشي أحمر من وقت ما جمعنا وهو عينه ما اتشالتش من عليا 
- قلبتي فراولة نيهاها احيي أي دا أي دا مش مطمنه. 
- منار سبيني في حالي في أي يابنتي.
- طيب طيب
تاني يوم أخدت الأسكتش بتاعي وطلعت البلكونه ومنار قررت تبقي تحت كنت شايفة منظر جميل من السماء الشتا والتلج، عيوني لمعت وأنا شايفة إثنين باين حبايب في منطقة التزلج أيدي بدات تتحرك علىٰ الورقة وترسم سرحت في الأسكتش لحد ما قاطعني خبط علىٰ الباب. 
- تعالي الغدا يلا 
- ثواني وجاية 
أخدت الأسكتش والقلم ونزلت قعدت مع البنات علىٰ ترابيزة كبيرة والشباب كانو علىٰ ترابيزة تانية. 
- ملاحظتيش أنه عيونه مش مفرقاكي؟ 
- أخرسي يا منار
المرة دى بدلنا الأماكن منار فضلت فوق وأنا نزلت أتمشي شويه لحد ما رجلي أخذتني لمكان التزحلق كان نفسي أجربه بس خايفة مش مطمنه، أول مرة في كل حاجه بتبقى مُخيفة بالنسبه ليا. 
- جميل 
بصيت لفوق لقيته زياد قعد جنبي بعد ما قالي تسمحيلي ووافقت وقال: 
- جميل التصميم. 
ابتسمت - شكرا
- بتعرفي تلعبي؟ 
هزيت راسي بلأ وقولتله: 
- بخاف 
- علىٰ كدة بتخافي من حاجات كتير؟ 
- لأ أول مرة من كل حاجة بالنسبة ليا بتخوف 
وقف ومدلي أيده وقالي:
- تسمحيلي، هعلمك 
كنت واقفة مرعوبة وخايفة أقع قالي: 
- أهم شي تكوني هادية وريلاكس متتوتريش، اعتبري إنك ماشيه عادي. 
وخطوة والتانية وها... وقعت!! 
- أنتَ بتضحك؟ 
- فكرتك هتعمليها صح، بس عادي وماله النهاية في الإستسلام مش هنستسلم تعالي. 
قومني وكملنا وبالفعل نجحت في الحركه ومع إني خايفة بس قدرت أتغلب علىٰ الموضوع دا.
- سديم عرفتي اللي حصل.
- لا أي؟! 
- بيقولو زياد مسافر مصر، ومش هيرجع تاني! 
- أي ليه؟ 
- من غير أسباب هو مشي. 
فضلت قاعده بفكر هو مشي ليه ثم إني مالي آه يمكن العلاقة بينا اتطورت شوية وبينا أصدقاء ولكن أنا مالي بردو!! 
وصلنا لمصر أخيرًا بعد تعب الطيران دا للأسف المرة دى معنديش اللي يوريني الحزام بيتربط إزاي أو اللي يتطفل علىٰ حياتي.
 سمعت صوت عالي في المايك بيقول:
- برجاء توجه الآنسة سديم إلى القاعة رقم.. 
أي دا فيه أي؟!
مسكت أيد منار وقولتلها:
- عملتيها يا خاينة وبعتي حشي'ش وحطتيه في شنطتي! 
ضربتني علىٰ دماغي وقالتلي: 
- مش وقتك تعالي نشوف في أي  
اتحركت أنا وهي لحد ما لقينا زياد واقف ومعاه إثنين تانين:
- أنا مش عارف لولاية كنتِ عملتي أي؟
- أي دا في أي؟
مد أيده بالكشكول بتاع الرسم بتاعي والنوته اللي يبدو إني نسيتهم في الطيارة وقال:
- يعني لو مكنتش جاي استقبلكم كان كل شغلك راح!!
بصيت في الارض وعضيت علىٰ شفتي قد أي أنا بنسى كتير واضح وقالي:
- اتفضلي، مش عارف بكرة لما نتجوز هتنسي عيالنا هما كمان ولا أي؟
- لا مش للدرج...أي أنتَ قولت أي؟
- ولا حاجه اتفضلي يلا عشان نجمع باقي الفريق.
- نورتوا مصر يا شباب، التصاميم اللي جهزتوها ياريت تبعتوها علىٰ الإيميل، واتمني تكونوا موجودين كلكم كمان فترة في خطوبتي بأذن الله.
مش عارفة ليه حسيت برَجه في قلبي تاني، أول مرة من كل حاجه بتخوف، بس معرفش أن أول مرة من إني أسمع الكلام دا هتوجع مش هخاف أنا ليه اتوجعت دلوقتي!
روحت البيت ولقيت ماما بتحضني وبتقولي:
- حمدلله علىٰ السلامة يا روح ماما عاملة أي؟
- الحمدلله بخير يا ماما 
- مال وشك حزين كده ليه؟
- مش عارفة يا ماما بس هو شعور واجعني أوي هنا.
شاورت علىٰ قلبي وأنا بترمي في حضنها
قالتله وهي مكورة وشي بين ايديها: 
- بنتي مينفعش تزعل علىٰ أي شئ ثم يا بت أنتِ مقولتيش ليه أن زميلك في الشغل قمور كده ومحترم؟! 
مسحت دموعي بإيدي وقولتلها: 
- زميل مين؟ 
- زياد، شاب طيب وابن حلال جه هو والدته ووالده واتقدمولك وإحنا كنا مستنين رجوعك. 
نطيت من مكان وكاني اتكهربت: 
- هيي يا ماما زياد زياد أبو غمازة دا؟ 
ضحكت - آه هو. 
- ماما هو شعور إني لما عرفت أنه هيخطب قلبي وجعني ليه؟ 
- دا الحُب يا سديم. 
- حُب! 
- آه حُب جملتك المفضلة أن أول مرة من كل حاجه ليها إحساس غريب وبيخوف، ويبدو كده إنك أول مرة تحبي با بنتي... 
بعد يومين كانوا عندنا زياد وعايلته كان قلبي بيدق جامد، كُنت فرحانه وفي نفس الوقت مكسوفة خايفة ولكني متطمنه هو شعور غريب ولحد ما قعدت معاه 
- أول مرة من كل حاجه ليها طعم تاني صح! 
قالها وهو بيبتسم، إبتسمت وهزيت راسي فـ قالي: 
- دلوقتي متخافيش هكون معاكِ المرة الجاية في الطيارة أربطلك الحزام، وأوثق اللحظه برسمة حلوة.. 
- أنتَ!! 
ابتسم وهز راسه وقالي: 
- كالعادة فضولي غلبني إني أقرأ النوته بتاعتك بس المرة دى إحنا اللي هنكتب الكلام مع بعض. 
  (' أول مرة من كل حاجه ليها إحساس تاني بجد.. 
بقلم:- هايدي إبراهيم 
#سديم

هناك تعليق واحد:

نجمة

بقلم:- هايدي إبراهيم   مدام سديم ممكن تحكيلنا إزاي قابلتي زياد؟!  بصتله وأنا ببتسم ذكرى جات في بالي، وبعدين قولت للصحفين  -أقدر أقول أنها كا...