الأربعاء، 22 يناير 2025

أحببتها مقعدة

بقلم:- هايدي إبراهيم 






 - طب وأنتَ أي جابرَك تتجوز واحدة مُقعدة يا زياد، هي جميلة آه بس مقعد... 

- لا يا صاحبي أوعك تجيب سيرة سديم على لسانك مراتي خط أحمر وعمري ما أخدتها على أنها مقعدة دا مجرد شلل مؤقت وهينتهي قريب لكن اللي مش هينتهي حُبنا. 


قاله بنبرة سخرية: 

- حُب أي بس وأنتَ مِش عارف تعيش حياتك الطبيعية؟ 

-حاسب كلامك كويس وشوف أنتَ بتتكلم عن مين، دى اللي شالتني وقت تعبي ووقت حزني ومأثرتش معايا في ولا شئ أروح أنا بسهولة أبيعها وأندم بعدين!! 


كُنت قاعدة على الكرسي مدمعة وأنا بتفرج على اللي بيحصل، كان كُل همي في هو ليه مستحمل يكمل معايا وأنا مش قادرة حتى إني أكون زوجة أو أحقق أي حاجه من اللي محتاجها. 

عيوني غمضت بقهرة وأنا بحرك الكرسي وبطلع البلكونة، أخدت نفس مع أول نسمة هوا واجهت وشي ومعاه سِبت الطريق لدموعي ترسىٓ على خدي. 

أنا عارفة حبه ليا وعارفة حبي ليه بس أنا عائق قدام حياته، أنا مش هقدر أقوله أنه يتجوز حد تاني وأنا مراته لأني مش بقبل الشراكة وأنا عارفه أنه شرع ربنا بس أنا مستحيل أستحمل الشخص اللي حبيته وعشت معاه سنين بحلوها ومرها بيشارك حياته مع واحدة تانية. 

بس أنا أقدر أبعد، صح معروف عن البُعد الألم بس إن كان في بُعدي راحته فـأنا عايزة أتألم. 


- متفكريش حتى. 

- قصدك أي؟ 

- أوعك يا سدم أفكارك تجيبك وتخليك تفكري تبعدي.

الحل عمره ما كان في البعد، دموعك دى غالية عندي وأنا مش هقبل بِبُعدك. 

شاور على الكلابشات اللي موجودة في التلفزيون اللي جنب السرير وقالي: 

- هكلبشك في قلبي وأحبسك فيه للأبد، ثم إنك بتتعالجي وهتصحي وهتبقي كويسه، حتى لو لا قدر الله حصل أي شيء أنا جنبك. 


ابتسمت وأنا بمنع نزول دموعي، لكن أفتكرت اللي حصل ومقدرتش أوقف بُكى، أفتكرت أول يوم مقابله بينا لما أتقدملي وإزاي كُنت فرحانة إن الشخص اللي دخل قلبي من نظرة جاي بنفسه يتقدملي علشان أكون ليه ليه هو وبس. 

كان مُحاسب في البنك اللي قدام البيت وكنت بشوفه دايمًا وهو رايح الشغل، كُنت بروح الجامعة في نفس الوقت.

كُنت بحاول أبعد عيوني بقدر الإمكان لأن عيني فضيحة وأي حد لو شافني هيعرف إني بحبه. 


- وبس يا ستي دي كل التفاصيل عني، وهنتظر الرد قريب منك. 

حركت راسي وقولتله:

- هبلغ بابا وهرد عليك بعد أسبوع بإذن الله. 

أنا بتقل ليه ما أنا موافقة أصلًا!!

وبعد هه استخارة وهه موافقة وفترة خطوبة أتجوزنا والشهادة لله زياد كان ولازال بيعاملني مُعاملة حسنة، الحياة معاه مختلفة كل يوم ومعندناش روتين أنا كُنت بشتغل وهو كمان بس أنا مديرة شغلي فـَ كُنت باخد إجازات معظم وقتي وأشتغل من البيت، الحياة كانت سهلة وبسيطة لحد في يوم ما تعبت في الشغل وقعت ونقلوني المستشفى وعرفت إني حامل. 


الخبر زلزل قلبي من جوا وحسيت إن فرحتي محدش يقدر يوصفها، أخدت العربية ورنيت على زياد وقولتله إني جياله وعاملاله مفاجأة بس... 

في لحظة كانت كل حاجه اختفت العربية اتقلبت والطفل ما'ت وأنا.. جالي شلل مؤقت. 

كُنت بيأس بالتدريج إن ممكن حياتي ترجع لطبيعتها لكن وجوده جنبي منع اليأس إصراره إني أكون قوية وأساعد نفسي على العلاج كان بيدفعني إني أكمل فيه، سندى اللي مقدرش أستغني عنه في لحظات كُنت ببتسم وسط دموعي وبقوله: 

- فاكر لما دلقت الشاي على البنطلون. 

- ياااه أنتِ مش هتنسي الموقف دا!! 

- أبدًا أصل أنتَ اللي جبته لنفسك يومها. 


وقتها كان مكتوب كتابنا وكان معزوم علي الغدا وبعد ما خلصنا أكل صبيت الشاي وجيت أقدمه قام معاكسني ومن لبكتي ولغبطتي وقع عليه وأنا مقدرتش أمنع نفسي وفطست من الضحك، من وقتها والموقف دا مش راضي يعدي وكمان هو لما بقا يشرب أي حاجه وأنا جنبه بيمنع نفسه أنه يقولي كلمة كدة ولا كدة علشان محصلش كده تاني. 


- معاد الدكتور يا هانم ليه مروحتيش؟! 

- مش عايزة مليش نفس اتعالج 

- لا بصي أنتِ هرموناتك تطفح على أي حاجه إلا العلاج يا سديم. 

- تفتكر أبقى كويسة؟ 

- مدام أنتِ فيكِ الروح أكيد هتبقي كويسة أحمدي ربنا أنها جات على قد كدة 

- الحمد لله ألف حمد وشكر ليك يارب. 


استأذنت الدكتورة أنها تكلم زياد لوحده جلعت بس باب الأوضة متقفلش كويس فـٕ سمعت بيقولوا أي 

- هي فاقدة الأمل في العلاج أو فيه حاجة منعاها أنها تكمله، أستاذ زياد هي مبتاخدش علاجها ولا بتابع معايا، بتتأخر على معاد الجلسات وأكلها مش صحي، شوف حضرتك في أمل لعلاجها بس لازم يكون عندها الأمل دا هي الأول. 

مسمعتش بعد كده غير أستئذانه إن إحنا نمشي، مسك الكرسي من ورا وحركه من غير ما يتكلم معايا أو يبصلي، دخلني العربية وحط الكرسي ورا ودخل ركب. 

كان ساكت طول الطريق مش بيبصلي حتى وفجأة لف وأخد طريق غير طريق البيت

- رايحين فين؟ 

مردش عليا سكت أنا كمان وفضلت باصة للطريق، عضيت على شفتي لما لقيت المكان، كان واقف قدام المقابر من سنة ونص اتوفي والده أما والدته توفت وهي بتولده فعاش يتيم الأم زيي ولكن أنا ماما توفت بسبب مرض لما كان عندي عشر سنين واللي رباني بابا. 


المقابر هنا جماعية والدته في اولها ووالدتي في النص، نزل الكرسي وشالني ودخلنا المكان قرأت الفاتحة وأنا بدخل وقلبي بينبض جامد. 

دخلنا لوالدته وقف قدامها شوية واتنهد وقال: 

- قولتلك أنها طيبة وحنينة بس هبلة، آه يا أمي هي هبلة وعايزة تأذي نفسها وتبعد عني ومتعرفش إن دا إختبار وإن خسارة أي شئ في حياتك بيجي بعده عوض. 


عضيت على شفتي وأنا ببص ليه وقالي: 

- متفكريش إني جاي اشتكي لماما بس لأ. 

مسك الكرسي وطلع ناحية جبانة ماما وأنا كل دا ساكتة وقف قدامها قرأ الفاتحة بصوت عالي وقال: 

- شوفي يا ست الكل تزعلني الدنيا وتفرحني سديم بس لما سديم تزعلني هي كمان وقتها أعمل أي؟ 

قرب من الكرسي ونزل لمستوايا وقالي: 

- أنتِ عارفه معزتك وحبك في قلبي قد أي الحياة زي ما بتازي ما بتدي في أيدك إنك تكوني كويسة وفي أيدك تجيبي أطفال مش طفل واحد متوقفيش خط عمرك عند إشارة واحدة فيها حفرة، الحياة واسعة وجميلة وهتلاقي الحلو دايمًا بص بصي برا الصندوق. 


هزيت راسي وابتسمت وأنا بقول: 

- محدش بيدفعني لقدام غيرك أنتَ عكازي اللي ممكن أسند عليه وقت تعبي 

- هتروحي للدكتورة وهتعملي التمارين وتاخدي العلاج وإلا.. 

- لا بلاش وإلا يا زياد. 


- ألف مبروك يا فندم عقبال ما تقومي بالسلامة. 

- الله يسلمكم يا جماع، ة ها الصفقات جاهزة. 

بدات الأوراق تتحط قدامي ملف ورا ملف ورا ملف لااا أنا تعبت أهدت نفس عميق وأنا برن عليه ولما رد قولتله: 

- زياد أنا هستقيل. 

- أنتِ المديرة. 

- آه طب هفكك الشركة 

- في ديون. 

- آه طب... طب أنا جعانة.

- هرموناتك دى حاضر جاي أنا خلصت شغل. 


ابتسمت وأنا بقفل التلفون وبركز في كلامه ديون أي!! 

هرمونات هو الحمل بيعمل أكتر من كده فعلًا! 

- تحبي تروحي فين؟ 

- عايزة أكل أيس كريم على البحر 

- في الشتا!! 

- آه 

- دى بتشتي!! 

- بجد؟! 

- طب.. طب عايزة شوربة خضار. 

- هو أنتِ سخنة يا سديم أنتم بتتوحموا على أي بالظبط. 


مسك أيدي وسندني وأنا ماسكة العكاز بسند عليه، آه علاجي ماشي تمام بس لسة جسمي بيعمل رد فعل وللآمان بمشي بعكاز، بس شكلي مش هحتاجه طول ما زياد جنبي. 

- ولد ولا بنت؟ 

- اللي يجيبوا ربنا كويس. 

- عايزة توأم. 

- وأمبارح كُنتِ عايزة فريدة وأول كُنتِ عايزة يوسف و.. 

- خلاص خلاص اللي يجيبه ربنا كويس. 


ضحك وهو ماسك أيدي وبيبص علي البحر وبيقول: 

- دلوقتي أحنا صيف مش عايزة تاكل أيس كريم؟ 

- لا غيرت رأيي عايزة عدس. 

بصلي وضحك جامد وقالي: 

- هرموناتكم دى اللي قضت على نص شباب البلد. 


يمكن العوض مش بيجي في وقته وإن كل ما ربنا ياخد حاجه منك بيعوضك بحاجة أحلى كل اللي عليك إنك تحمده وتشكره على نعمه وجودك عايش بتتنفس على قيد الحياة. 


 بقلم:- هايدي إبراهيم 

#سديم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نجمة

بقلم:- هايدي إبراهيم   مدام سديم ممكن تحكيلنا إزاي قابلتي زياد؟!  بصتله وأنا ببتسم ذكرى جات في بالي، وبعدين قولت للصحفين  -أقدر أقول أنها كا...