الاثنين، 27 يناير 2025

صدفة



بقلم:- هايدي إبراهيم 


 تذكرة لو سمحتِ!! 

- أيوة أتفضل. 


بعد ما مِشي لفَت نظرى شاب قاعد قدامي في النحية التانية كان بيغلف هدية، بس من الواضح أنه مِش عارف يغلفها. 

وبعد محاولات كتيرة بردو معرفش، ابتسمت وأنا شايفاه بيجاهد علشان يطلعها حلوة، مردتش أتدخل لما شوفت إصراره أنه يلفها. 


وبالفعل غلفها وطلعت جميلة جدًا، وقف القطر ونزل الشاب محطته وأنا كملت للجامعة، وللصدفة وأنا راجعة شوفته المرة دى جنبي بس في الصف التاني. 

كان واضح أنه حزين ومكسور، ماسك في أيده نفس الهدية. 

مقدرتش أمنع فضولي اللي بيسبب ليا المشاكل وروحت قعدت في الكرسي اللي وراه.


فضلت ساكته شوية لحد ما قطعت الصمت وقولتله: 

- لو سمحت!! 

بصلي بنظرة حزينة وقالي: 

-أيوة. 

- مين مغلف لحضرتك الهدية؟ دى جميلة جدًا

ابتسم بكسرة ومد أيده بيها وقالي: 

- أتفضلي. 

ضحكت وقولتله: 

- أوعى يكون فيها قنب'لة!! 

أبتسم وقالي:

- أنا مش هستفاد بيها ممكن تاخديها، أعتبريها هدية من مجهول. 

- بس أنتَ مش مجهول؟! 

غيرت الحوار وأنا بحاول أتلاشى السحابة الرمادية اللي مرَت فوق دماغنا وسألته: 

- أفتحها؟! 

- براحتك بقت بتاعتك خلاص. 


وقِف القطر وكانت محطته ابتسم ونزل، أخدت الهدية معايا لحد ما روحت، ماما وبابا كانوا في زيارة عند تيته. 

دخلت غيرت واتوضيت وروحت أصلي وحطيت الهدية قدامي على السرير. 

فضلت بصالها شوية وأنا حاطة أيدي على خدي وبكلم الهدية وبقول: 

- يا ترى أي جواكي يخلي إنسان بعد ما كان بالسعادة دى وطاير من الفرحة ونجح أنه يغلفك بالطريقة اللطيفة دى، يتكسر كده!! 


صورتها قبل ما أفتحها لأن فعلًا كان عاجبني التغليف، ويكفي أنه بذل جهد كبير علشان يطلعها كدة.. 


قررت أفتحها، لقيت فيها علبة قطيفة صغيرة ونوت من الواضح أنها مستعملة ومرسال!! 

ياا هو فيه ولاد لسة بيحبوا المراسيل؟ 

فتحت المرسال وكان فيه:-

"لمعشوقة الروح " 


كُنتِ ولازلتي تلك الفتاة الصغيرة التي أول من رأت العين، أسميتك في قلبي قبل لساني، أتمني أن تلقى هديتي أستحسان قلبِك وموافقتك..) 


وتحت كان مكتوب ملاحظة صغيرة ( وافقي علشان أنا خللت) 


إبتسمت من طريقته ومسكت النوت، اللي كان واضح أنه بيسجل كل يوم الآية اللي حفظها وبيكتب خاطرة لطيفة تحتها.

هو الحب كده بجد؟ طب هي رفضته ليه!! رجِع مكسور من الواضح أنها رفضته وإلا كانت سعادة الدنيا هتبقى في عيونه. 

دا غير أنه لو مكنش مكسور مكنش عطاني الهدية... 


مِسكت العلبة القطيفة وفتحتها لقيت فيها خاتم دهب، وجنبه نوت مكتوب فيها تتجوزيني!! 

شهقت وماما فتحت الباب وصرخت أنا وقولتلها: 

- الحقيني يا سماح.. 

ضحكت عليا وقالتلي: 

- في أي يا مجنونة؟! 

حكيتلها اللي حصل وأتصدمت بوجود الخاتم الدهب فيها، فقالتلي: 

- لازم ترجعيه يا سديم. 

- أيوة يا ماما بس أنا معرفهوش دا مجرد حد قابلته في قطر!! 

- وحد قابلتيه في قطر تاخدي منه هدية؟! 


بصتلها وأنا بتنهد وقررت أخد الخاتم معايا في الشنطة لعلَ وعسىٰ أقابله، لكن عدي يوم والثاني والثالث ومش بقابله صدفة حتى، بس فضلت شايلة حاجته معايا في الشنطة. 


وفي يوم صحيت متأخر وملحقتش القطر اللي كنت متعودة اروح فيه، راحت عليا أول محاضرة وقولت أكيد هحضر التانية لو أسرعت شوية، وقبل ما أركب القطر خبطت في ست كبيرة كانت شايلة أكياس نزلت اساعدها والمهم لقيت أيد تانية بتساعدني.. 


رفعت عيوني لقيته هو، ابتسمت وكملت ولما خلصت ووقفت كان هيمشي ندهته وجريت وقفت قصاده وقولتله: 

- بقالي كتير بدور عليك. 

رفع حواجبه وبصلي فطلعت العلبة من الشنطة وقولتله: 

- كان في حاجه مينفعش إني أخدها ولكن أنا سمحت لتطفلي ياخد النوت بس. 

ابتسم وقالي: 

- أنا مش محتاجه. 

- خلاص بيعه وطلع فلوسه لله. 

استأذنت وجيت أمشي فقالي:

- تسمحيلي أسألك ليه أخدتي النوت بس 

قولتله وأنا ببتسم: 

- علشان بتعكس طريقة حب صافية. 


ركزت شوية ونسيت إني اتأخرت على الجامعة شهقت جامد وأنا بقول: 

- الجامعة!! 

- أنا ممكن أوصلك لو تحبي؟ 

- لا شكرًا عن إذنك. 


روحت الجامعة ولحسن حظي أن دكتور المحاضرة الأولى محضرش كُنت وقتها في قمة سعادتي، اللي هو وشك حلو عليا يا أسمك أيه، إلا صحيح هو اسمه أيه؟!


ــــــــــــــــــــــــــــــ... 


بعد أسبوع روتيني عادي كُنت راجعة في اليوم دا وحسيت إن فيه حد ماشي ورايا، في أي طريق بدخل فيه ماشي برضو، حطيت أيدي في الشنطة ومسكت البخاخة إحتسابًا لأي ظرف. 

سمعت صوت من ورايا بيقولي: 

- لو سمحتِ! 

وفجأة لقتني برشه في عيونه وأتصدم لما ألاقيه فتى القطار!! 

- أنا.. أنا آسفة فعلًا مكنش قصدي بص.. 


طلعت إزازة ماية من الشنطة وخليته يغسل عيونه وقولتله: 

- أنتَ بطريقتك المريبة دى خوفتني. 

- كل دا علشان لو سمحتِ! 

- معلش بقا.. 

- طب هاتي رقم والدك بسرعة 

استغربت وقبل ما أتكلم قالي: 

- مش هعاكسُه يعني، هاتيه يلا علشان أروح ألحق نفسي عند دكتور عيون. 


ضحكت عليه وعطيته الرقم ومشيت. 

ولما روحت حكيت لبابا اللي حصل فقالي: 

- أنتِ مغلطتيش بس كُنتِ اتأكدي الأول أهو جيبالي عريس مبوظاله عيونه 

- وأنا مالي يا حاج هو اللي خوفني، ثانية عريس!! 

بضحك - أمال أخد رقمي يعمل معايا بيزنس؟ 


استغربت وسِبت بابا يكلم نفسه وقومت، وفعلًا كلم بابا واتفق يجي يوم أجازتي من الجامعة. 


ــــــــــــــــــــــــــــــ.. 


لما جه وكأن ربنا وضع القبول في قلب ماما وبابا من نحيته، دخلنا الصالون وبابا كان في الأوضة اللي قصادنا. 

الموقف عادي عريس وجاي يتقدم بس اللي مش عادي أن العريس دا فتى القطار!! 


بتمُر ثواني، دقايق لحد ما قطع الصمت صوت كوباية العصير وهو بيحطها على الترابيزة وبدأ يتكلم وقالي: 

- طبعًا لو حابه تسألي أي حاجة أنا موجود وعلشان أشيل الحساسية اللي بينا والأسئلة اللي بتدور في دماغك عن الهدية.. 


سكِت شوية واتكلم تاني وقال: 

- دى كانت لزميلتي في الجامعة، صداقة أربع سنين كفيلة تخليني اتعلق بيها، كُنت فاكر أن دا حب بس طلع مجرد إعجاب، لما قررت أعترف بمشاعري روحت وجهزت الهدية وخبتها في الشنطة، ولما روحتلها كانت سعيدة جدًا سألتها مالك فقالتلي أن الشخص اللي هي بتحبه من زمان أعترف بحبه ليها واتقدملها من شوية. 


يمكن أتجرحت اتكسرت بس أخدت درس إن الحب من طرف واحد مؤذي أو الإعجاب مش عارف بس أنا نسيتها. 


لما كُنت راجع شوفتِك مركزة معايا وكل مرة كُنت بركب القطر كُنت بشوفك. 

كُنت بلمحِك بتبصي على المكان اللي كنت بقعد فيه، مكُنتيش بتلاحظي وجودى وراكي بس أنا كُنت بلاحظك وفضلت متابعك لحد ما قابلتك لما عطتيني الهدية تاني وأخدتي النوت ساعتها قررت إني مش هفوت أي فرصة ممكن توصلني ليكِ


بصتله وأنا مش مستوعبة وبالفعل وافقت وبعد عُمر طويل عُمري ما ندمت لموافقتي عليه


ما بينا مَعاد لو أحنا بُعاد أكيد راجع ولو بيني وبينُه بلاد..) 


بقلم:- هايدي إبراهيم 

#سديم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نجمة

بقلم:- هايدي إبراهيم   مدام سديم ممكن تحكيلنا إزاي قابلتي زياد؟!  بصتله وأنا ببتسم ذكرى جات في بالي، وبعدين قولت للصحفين  -أقدر أقول أنها كا...