الاثنين، 27 يناير 2025

نصيب




بقلم:- هايدي إبراهيم 


 - المحروسة وصلت 

- أمرِك ها أي خدمة؟ 

- أيوة يا أختي المدير عايزك 


طلعت للدور اللي فوق وأنا ببرطم، علىٰ المدير والموظفين وكله فتحت الباب من غير ما أخبط ودخلت رزعت الباب ورايا. 

أتنهدت - أنا زهقت، كلهم بيبهدلوني مفكرني مرمطون عندك! 


رفع النظارة مِن علىٰ عنيه وبصلي: 

- أي اللي حصل؟ 

- اللي حصل أن معاملتك ليا خلتني لقمة سهلة علىٰ لسان الموظفين، أنتَ آه مِش عاوز تعرفهم إني مراتك معنديش مشكلة بس عاملني زي أي موظف في الشركة، أنتَ بتعاملني بقسوة هِنا لدرجة فكروني مرمطونة ويهينوني. 

يرضيك أتهان! بتحبني ولا لأ بس علىٰ الأقل قدر إني رضيت بالجوازة دى عشان خاطر والدتك قبل ما تموت.. 

مسحت وشي بأيدي وقولتله: 

- متخلنيش أندم إني وافقت، علىٰ الأقل خلى بينا إحترام يا زياد لو سمحت. 


ساب القلم اللي في أيده وقالى:

- طب اتفضلي علىٰ شغلك دلوقتي وأنا هتصرف معاهم. 


- أنتِ يا أسمك أي! 

- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم 

سبت القلم من أيدي ووقفت 

- أتفضلى أي خدمة! 

- زياد فين؟ 

- أستاذ زياد قصدك!! 

- آه زياد. 

- أستاذ! في فرق الألقاب لو سمحتى 

بصتلي بإستحقار وصوتها علىِّ: 

- أنتِ بتتكلمي معايا بالأسلوب دا ليه! 

بكل ثبات رديت بهدوء: 

- بصي يا مدام لو سمحتى وطي صوت حضرتك شوية إحنا في مكان محترم. 

- مدام أي أنتِ كمان شايفاني عجوزة زيك. 


الموظفين بدأو يتجمعوا منهم اللي شمتان فيا ومنهم اللي بيشفق عليا لأنهم عارفين أن زياد هيجي وهيهزقني دلوقتي.

ضحكت وقعدت علىٰ الكرسي وقولتلها:

- أستاذ زياد في إجتماع أتفضلي أقعدي لحد ما يخلص 

- لا كده قلة زوق خالص أنتِ فاكرة نفسك مين!!


فضلت تعلى صوتها وأنا باصة للفايل بكتب منكرش إني متعصبة وأيدي بتترعش بسبب الصوت العالي بس ماسكة نفسي عن إني أقوم أجبها من شعرها أنتفه شعراية شعراية 

- أي اللي بيحصل؟ 

- موظفينك عديمي الذوق يا زياد 

بصتلها وأنا بضغط علىٰ سناني بحاول أتمالك أعصابي: 

- معلش سِبنا الذوق لحضرتك 

بصلي بجنب عينه فـ سكِت، فضلت تهين فيا وهو ساكت وآخر ما فاض بيا دموعي كانت بتبدأ تتحرك ضغط علىٰ شفايفي جامد ومسكت شنطتي وجيت أمشي. 


مسك أيدي وبصلي بنظرة غريبة وقال بكل هدوء لميرا صاحبتي : 

- أجمعيلي كل الموظفين في الشركة يا ميرا لقاعة الأجتماعات الكبيرة مش الصغيرة، عاوز كله حتىٰ حارس الأمن.


رفعت عيوني ليه وأتلاقت عيونا بدق جامد في قلبي وصوت الدق مسموع ليا يمكن يكون سامعه هو كمان.

ميرا عملت كده وكانت بتبتسم ابتسامة غريبة هي كمان!!


قعدني في الكرسي اللي جنبه وقعد الست أم ملزق في الكرسي التاني، وبعد وجود كل موظفين الشركة في القاعه وقف ومسك أيدي وأتقدم خطوة لقدام وقال بصوت عالي: 

- سمعت شكوات كتير جاتني، عن تنمر وإساءة وقلة أدب ولسان طويل. 

ردت الست أم لسانين وقالت: 

- شوفت يا زياد يعني مش أنا بس اللي بشتكي 

بصلها وف وشه تاني وقال: 

- انهاردة في جزا، شركتي مش محتاجة أشخاص من النوع دا معاها، ألف مين يتمنى يكون معايا وعارفين دا كويس، الشكوىٰ مش منكم الشكوىٰ منها 


شاور عليا ومسك أيدي حضنها بكفوف إيده وقال: 

- أتعرضت لتنمر وإهانه وتهزيق واستحملت كتير وسكتت وآخر ما فاض بيها المطاف مطلبتش تمشي لأ طلبت معاملة كويسة بس! أنتم عارفين مين دى، إسمها الكامل سديم حسين الدمنهورى بنت عمي... بالأضافة أنها بتكون مراتي!! 


الصوت عِلا في القاعة والكل بدأ يتكلم وهمس وفجأة سكت الكل لما قال: 

- مش معنى إني ساكت تتهان، أنا كُنت بشوف مين هيحترمها ومين لأ ومن الواضح خلاص أتعرفوا لذلك كل واحد قام بإهانتها

بإبتسامة جانبية قال - مطرود 

شديت علىٰ ايده وقولتله: 

- مش للدرجه أنا بس كنت محتاجة إحترام مش يعاملوني كده. 

- دول مش محترمين هيحترموكي إزاي 

بص للست اللي قاعده بتهز رجليها من الغضب وقالها: 

- أستاذة سهام العقد اللي مع شركتكم أتلغى وأعتقد عرفتي السبب بعيدًا عن إني مكنتش هسكت لو أي موظف تاني من شركتي أتهان 

- بس يا زياد. 

- أستاذ زياد لو سمحتى أحترمي الألقاب 

مسك أيدي ومشينا، طلعنا برا الشركة اللي حصل فيها هوجة كبيرة وركبنا العربية


- هتاخدني فين؟ 

- هتعرفي

وصلنا لأكتر مكان بحبه، شط أسكندرية في وقت الغروب 

- تعرف إني بحب الوقت دا! 

- عارف، وعارف حبك للبحر 

سكت وبصيت للسما فلقيته قرب مني وقالي: 

- تعرفي إني بحبك، من قبل ما أمي تموت وأنا بحبك وفضلت أحبك لحد دلوقتي بس كنت خايف أصارحك. 

- ليه؟ 

- خايف من عدم حُبك ليا 

- طب ليه صارحتني؟ 

- أكتشفت إنِك بتحبيني 

- إزاي؟!! 

- من النوته بتاعتك اللي بتنسيها دايمًا تحت المخدة، يا ترىٰ عيوني العسلى راقت لعيونك! 


وشي أحمر وقولتله: 

- هنكتشف الكلام دا بعدين 

- تتجوزيني 

- نعم! 

- من تاني، بس المرة دى بحب تتجوزيني بِحُب! 

- موافقة، نتجوز بِحُب. 


بقلم:-  هايدي إبراهيم 

# سديم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نجمة

بقلم:- هايدي إبراهيم   مدام سديم ممكن تحكيلنا إزاي قابلتي زياد؟!  بصتله وأنا ببتسم ذكرى جات في بالي، وبعدين قولت للصحفين  -أقدر أقول أنها كا...