بقلم:- هايدي إبراهيم
- أنتِ متأكدة إننا رايحين المكان دا؟ وبكامل قوتنا العقلية!
- أكيد أنتِ عارفة إني من وقت ما سمعت الخبر وأنا فضولي شاددني للمكان دا وعارفة يا مها إني بحب النوع دا من المغامرات بس أهم حاجه إنك متقوليش لحد.
بصتلي بجنب عينها وقالتلي بإبتسامة صفرا:
- متقلقيش أنا مقولتش لحد، عدا زياد.
في نفس اللحظة رن جرس الباب سابت الأوضة بسرعة وطلعت برا، لقيت ماما بتفتح الباب وهو داخل بطلته المعتادة وابتسامته اللزجة أم غمازات دى وشايل على ظهره شنطة!
- أهلًا يا ابني، باين إنك رايح معاهم الرحلة.
طلعت بسرعة من الأوضة وبصتله جامد علشان ميفضحش كل اللي خططت ليه، بصلي وابتسم بهدوء وقالها:
- أيوة يا عمتي، سديم عزمتني أروح معاهم وأكيد مش هسيبهم يروحوا لوحدهم ولا أيه؟
بصلي في آخر كلمة وضغط على كل حرف منها، اتنفست بصعوبة وأنا بقرب منهم وبقول لماما:
- روحي أنتِ ياست الكل كملي اللي كنتِ بتعمليه، واحنا هنجهز حاجتنا.
مسكت زياد من كم القميص بتاعه وشديته ورايا لحد الصالون، قعدت واخته قعدت جنبي وهو على الكنبة اللي قصادنا، لفيت دماغي لمها بغضب وقولتلها:
- كان لازم تقوليله مش هنعرف نتحرك دلوقتي
- أنا هنا على فكرة
- عارفة على فكرة!!
- تمام أنا وافقت على المشوار دا لأني عارف دماغك ناشفة قد أي، بس دا ميمنعش إني هكون معاكم خطوة بخطوة فاهمين؟
بصوت واطي - دا لو عرفتوا مكاني في الأساس
- بتقولي حاجه؟
- لا.
سبتهم وروحت أجهز نفسي، الفكرة إن زياد دا هادم كل حاجه حلوة بجد إنسان لزج كده في نفسه، بس قمر مننكرش.
المغامرة هتبقي على جزيرة قريبة من هنا، أعلنوا عن ظهور سفينة بحرية على الشط وأي حد بيقرب منها بيختفي بقاله يومين الموضوع ده، ودا شيء أغراني طبعًا لأن فضولي ملهوش حدود.
المشكلة إن الشرطة وفرق البحث خايفين يروحوا هناك لأن آخر فريق راح امبارح الظهر اختفي!!
لذلك قررت كعادتي استكشف اللي بيحصل.
وللمغامرة دى محتاجة كوتشي رياضي علشان أعرف أتحرك، ربطت شعري لورا وأخدت الكشاف والأكل وحبل وكل حاجة ضرورية معايا
- أنا جاهزة.
- شكلك رايحة تستكشفي قمة افيرست بالمنظر دا!
- الجو ساقعة الاه..
- كنت لابسة كوفية تقيلة حوالين رقبتي وجاكت جلد أسود
حرك راسه بهدوء وهو بيضحك فضحكت على ضحكته:
- مش يلا بينا؟
- يلا.
أخدنا الطريق بعربيته لحد ما وصلنا لقرب المكان بشوية وساعتها طلبنا مركب يوصلنا هناك.
لكن للأسف كله رفض، فكرة إنك تروح ومترجعش دي فكرة مخيفة صح؟
الوحيد اللي وافق وبعد إلحاح طويل عطانا المركب وقال لزياد سوق أنتَ.
الشط التاني مش بعيد عن هنا وزياد شاطر في السواقة على حد علمي لذلك أخد المفاتيح من الراجل بعد ما دفعله الأجرة ومشينا.
أول ما وصلنا هناك كان المكان متحاوط بحاجات كتير بس فين الناس؟ مفيش ولا شخص موجود المفروض يبقي فيه فرق دلوقتي للأنقاذ، بصيت حواليا وقولت لزياد:
- السفينة هناك بص، أول حاجه محتاجين نشوف المنطقة كويس قبل ما نروح
- متأكدة اننا لازم نروح؟
- خايف.
- ميخافش إلا الجبان وأنا مش جبان.
- طب يلا بينا.
اتحركنا بخطوات بسيطة وعدينا من تحت العلامات الحمرا اللي بتدل على الخطر أخدت نفس كبير وأنا واقفة مكاني ببص في كل مكان.
لحد ما غمضت عيوني وحاولت اسمع كويس، صوت البحر والموج بيخبط في الصخر هدوء رهيب مع صوت الريح، والجو البارد دا.
سمعت وشوشة بسيطة وفجأة سمعت صريخ مها!
بصيت حواليا ملقتهاش وملقتش زياد كمان.
بلعت ريقي وأنا بمشي خطوة خطوة مركزة في خطواتي، آخر مكان كانوا موجودين فيه على بعد مترين، أكيد مفيش حد بيختفي بسرعة كده، يمكن في حفرة، بوابة مخفية في أي مكان..
خطوة ورا التانية ورجلي حست بشيء طري تحتها رجعت لورا بسرعة خطوتين، بصيت للمكان دا بهدوء السفينة على بعد خطوات بس! بس في حاجه غريبة هنا، التفت حواليا ومسكت طوبة صغيرة في أيدي وحدفتها للمكان دا وفعلًا شكوكي في محلها الطوبة غطست وكأني حدفتها في ماية؟
علشان أروح للسفينة من النحية التانية لازم أتحرك في البحر من الجنب التاني للجزيرة ودا معناه إني لازم أسوق المركب!
يا مسهل أنا بتحرك بالعافية أصلًا.
روحت للمركبة وأخدت المفتاح حركته زي ما زياد كان بيعمل بالظبط، لومت نفسي إني في رحلات المصيف بتاعتنا مكنتش بوافق يعلمني أزاي أسوق مني لله.
حاولت افتكر كل خطوة زياد كان بيعملها وبالفعل شغلته، ربنا ستر ومقلبتهوش بيا في البحر، وقفته على الجنب التاني اللي غريبة أوي إن محدش فكر يروح للسفينه منه آه همشي مسافة أطول بس مش أحسن ما أقع في الفخ!
وبالفعل بدأ أتحرك لهناك، جزيرة وسفينة وناس بتختفي أيه فيلم الرعب اللي أنا فيه دا، لو حد غيري كان وقع من طوله.
بس أنا متعودة يعني..
وأخيرًا وصلت لمكانها، عارفين سفن القراصنة كده!
حاجه عاملة زيها المشكله إن السلم أو البتاع اللي بيطلعولها منه في النحية التانية معنى كده إني لازم اتشعبط!! بتهزروا.
طلعت خطوتين وحاول أمسك كويس وبعد محاولات كتير وقعت جواها أخيرًا بس دا ميمنعش إني استرونج وإني وصلت ليها.
شكلها غريب من جوا وكأنها زي سفينة جاك سبارو كده هه.
أخدت نفس كبير وأتحركت فيها مكنش فيه أي حاجه مهمة فوق لحد ما وصلت للسلالم اللي توصل للدور اللي تحت، نورت الكشاف بعد ما طلعته كُنت عارفة أنه هيفيدني جيت أقفل الشنطة لقيت كتاب زُمردة، من وقت ما جبته وقرأته وأنا مبطلعهوش من الشنطة بحسه تميمة الحظ بالنسبالي.
نزلت خطوة اتنين في سلمة مكسورة أخدت بالي منها ووقفت تحت شميت ريحة غريبة حاجة مقززة جدًا في المكان أتمشيت فيها ولقيت أماكن كتير للنوم سراير مليانة تراب وأطباق أكل شكلها غريب معفرة ومتحلل كل حاجه فيها، وصلت لأوضة كبيرة بابها مقفول بقفل حديد كبير، دورت على أي حاجة أكسر بيها القفل بس ملقتش المفاجأة إني لاحظت المفتاح متعلق جنب القفل!
أخدت وفتحت القفل وزقيت الباب مع صوت ريح جامد فتحت الأوضة علشان اكتشف أنها اوضة القبطان.
أتمشيت شوية فيها مفيهاش حاجة مميزة غير أنها أكبر من باقي الأوض وفيها اسلـ'حة، آه أسلـ'حة كتير.
قربت من حاجة تشبه للسيف كده بس قصيرة شوية ومسكتها فجأة اتحركت حاجة ورايا واتفتح باب في الأرض ، قربت من المكان وضحكت وأنا بقول:
- انتوا هنا؟
- مش قولتلكم يا جماعة محدش هيطلعنا من هنا غيرها.
كان زياد وهو مبتسم وبيقول:
- كنت واثق إنك هتلاقينا.
ابتسمت وأنا بقوله:
- أمال يا ابني، استني.
لاحظت حاجة ملفوفة تحت السرير ولما روحت أطلعها طلع حشرات كتير من تحته روحت صرخت بعلو صوتي.
اللي هو مخوفتش من كل دا وخوفت من الحشرات؟
بعدت كل الحشرات دي ولقيته صندوق صغير، لما فتحته لقيت ورق قديم أوي مكتوب فيه حاجات كتير بس مش بالعربي!
أخدته وحطيته في الشنطة وأخدت حاجه كمان من الصندوق، لفيت حواليا لقيت سلم خشب من اللي بيتربط بحبل دا عارفينه أكيد، حاولت أربطه في مكان ثابت في السفينة دي ورميته ليهم، كان زياد ومها وكل الناس اللي اختفوا في الوقت دا سواء فرق الأنقاذ أو البحارة العادين ولما طلعوا كلهم وصلتهم للطريق اللي جيت منه ف زياد اتكلم وقالي:
- لا بس برافوا عليكِ عرفتي تسوقي المركب يعني!
- الشكر لواحد اسمه زياد كده
وبعد ما الناس نزلت ومها احركت ووقفت جنب زياد وقولتله:
- استنى
- أيه؟
طلعت الورق من الشنطة وطلعت القلادة اللي أخدتها من الصندوق وقولتله:
- بص، اللغة دى مش غريبة عليا.
- تقريبا دي..
أول ما رفعت القلادة في الشمس نورها اتعكس على الورق اللي في أيدي في اتحرق وفجأة لقيت السفينة بتتهز وكأنها بتغطس في الرمل وبتقع في مكانها وهي واقفة، لقيت زياد بيقولي:
- تعالي بسرعة يلا.
ومسك أيدي ونطينا برا المكان كله وبعدنا شوية، لحظات وكانت السفينة بتغرق حرفيًا في الرمل!!
ولحظات تانية وكانت اختفت.
مسكت طوبة وحدفتها مكان السفينة ما غرقت وكأن مكنش فيه حاجه لسة غطسانة دلوقتي رمل وطوب وأرض!! الأرض صلبة ولما حاول الناس اللي معايا يحفروا ملاقوش أي اثر ليها.
وفرق الأنقاذ طلبت مراكب من الشط التاني واخدونا بعيد عن الجزيرة خالص ومن وقتها ومحدش بيروح هناك وسموها جزيرة الأشباح.
بس الموضوع مفيهوش حاجه مرعبة قد ما فيه فخاخ.
فخ ورا فخ!!
اللي لازم تعرفوه من الموضوع دا إن القلادة لسة معايا في جيبي وإن أكيد فيه سر كبير ورا الموضوع دا ويومًا ما هنكتشفه.
بس وأنا دلوقتي بتهزق من ماما علشان روحت وأستاذ زياد المحترم واقف بيضحك عليا..
احكيلي بقا وبعد ما بعدتوا عن الجزيرة حصل أي؟
- ولا حاجه يا ستي، روحنا البيت اتهزقت من أمي وخلاص.
- طب وزياد؟
- ماله.
ابتسمت بخبث وهي بتقولي:
- ماله بردو؟
- مش عارفه أصل..
ملحقتش أكمل كلامي وسمعت جرس الباب روحت فتحت لقيته زياد واقف مش عارف ياخد نفسه ودخل بسرعة من غير ولا كلمة وقعد على الكنبة!
مسك كوباية الماية وشرب منها وأخد نفس عميق وطلعه، بعدين بصلي وقالي:
- عندي خبر ليكِ
- أيه هو؟
بص على أميرة أختي وقالي:
- البت دي أمان؟
- البت دي بنت عمتك يعني! آه أمان.
- طيب تعالوا نروح الصالون.
مشيت معاه بهدوء ولكن هو خطواته كانت سريعة قعدنا في الصالون ولقيته ماسك موبايله وقالي:
- بصي.
- دي هي؟
كانت القلادة اللي لقيتها في السفينة، نسخة طبق الأصل منها من اللي معايا، بصتله ثواني وقولتله:
- عبارة عن أي القلادة دي يا زياد.
- من بحوثاتي وابحاثي الطويلة المطولة، اكتشفت إن القلادة دي كانت الرمز لمجموعة من القراصنة وكانت قلادة القبطان، مش مذكور اسمه بالظبط ولكن مذكور أنه السفينة بتاعته اختفت في جزء معين من المحيط في العالم ومبقاش ليها أثر لا هي ولا ركابها وبيقولوا إن السفينة دي كانت فيها كنوز كتير كان القرصان دا هيعمل بيها تبادل ويبيع ويتاجر بيهم ولكن موصلش لوجهته المحددة واختفوا..
بصيت ليه بهدوء وقولتله:
- يمكن دي المرة الأولى فعلًا اللي أصدق فيها كلام زي دا لأني شوفته بعيني واعتقد إن المكان اللي اختفت فيه السفينة أكيد مثلث برمودا صح؟
- يمكن.
- ما زي ما بيقولوا مثلث برمودا عبارة عن فجوة زمنية بتنقلك لمكان تاني؟!
- طب أي.
فضلت أفكر شوية وقولتله:
- معني كدة إن السفينة كان فيها كنز يا زياد صح؟
- أيوة
- بس ازاي ملقيناش أثر لأي راكب زي مثلًا هيكل عظمي، أو هدوم أي حاجة من دي؟
بصلي بهدوء وقالي:
- عيونك سرحت يا سديم بتفكري في ايه؟
- ها؟ ولا حاجه يا زياد ولا حاجه.
قفل عيونه العسلي وعقد حواجبه وقالي:
- أنا حافظك وفاهم حركاتك كويس يا بنت عمتي، قولي بتفكري في ايه!
- هرجع للجزيرة.
- أنتِ اتجننتي؟
ساعتها اميرة أختي اتكلمت وقالتلي:
- عارفه لو أمك سمعت الكلام دا هتعمل فيكِ أي؟
بابتسامة خبيثة قولتلهم - ما أنا كده هروح وكده هروح ودا لغز وأنتِ وهو عارفين إني مش هستحمل أقعد وفي سر عاوز يتحل.
لقيت زياد وقف من مكانه وقالي:
- تمام وأنا جاي معاكي.
- معنديش مشكلة.
- هتروحي امتى؟
- بكرة على العصر.
- تمام.
ولم تجري الأمور كما تشتهي السفن لأني كُنت من البداية مقررة إني هروح لوحدي وإني مش هاخد حد معايا، لذلك لبست قبل الظهر وقررت أنزل قبل ما يجي هو، بس..
المحترم طلع قاعد في الصالون وجاي لينا من بدري كمان:
- أنتَ بتعمل أي هنا دلوقتي!
- كُنتِ ماشية صح؟
- محصلش.
- اممم وماله يا بنت عمتي اتفضلي قدامي لأن احنا هنروح بدري.
بصيت ليه بغضب وابتسمت من نظراته المستفزة الصراحة بس في نفس الوقت فكرت أنه ممكن يعطلني كتير.
روحنا المرة دي وناس كتير وافقت تدينا المركب بتاعها، من بعد آخر مرة كنا موجودين لأنه خلاص يعتبر السفينة اختفت، وصلت هناك أنا وزياد لنفس المكان اللي كان فيه السفينة، شط عادي يعني صح؟
- وبعدين؟
- هقولك استني.
- قولي
- لما أخدت القلادة من الصندوق شوفت رسم غريب على الصندوق الرسم دا أنا شوفته على شجرة وأنا جاية ليكم ودي الشجرة..
شاورتله على مكان الشجرة وأخدته ليه وبالفعل كان فيه نفس النقش بتاع القلادة
- بردو هنعمل أي؟
- طبعًا أنتَ عارف إن في كل أفلام الألغاز والأساطير القلادة بتبقي المفتاح صح؟
- صح
- احنا بقي هنحط القلادة دي كده..
حطتها مكان النقش وبالفعل اتحركت القلادة ولفت أكتر من مرة، الأرض بدأت تتهز من تحتنا وزياد مسك أيدي وبعدني بسرعة قبل ما الأرض من تحتنا تتشقق وتفتح بوابة تحتنا، بصيت لزياد وبصلي ابتسمت ابتسامة خبيثة فقالي:
- شكلك مش هتجبيها لبر.
- يمكن بس اهو مغامرة.
- لو نزلنا ممكن منطلعش يا سديم.
- معنديش مشكله هموت معاك..!
- أي؟
- أي مين فين!! يلا بينا يلا هات الكشاف.
بعد ما عكيت في الكلام معاه أخدت الكشاف منه ونزلنا المكان قولتله وانا بتنهد:
- تحسه بيت قديم مهجور وكأن حد كان عايش هنا، بص دا في أوض كمان.
قربت من المكان وفتحت الأبواب اللي يعتبر الزمن هلكها واتاكلت كانت أوض نوم سراير فوق بعض زي سراير السجن كده ترابيزة بكراسي في كل أوضة وأطباق ملاها التراب ولبس!! لبس قديم أوي مقطع فـ مش عارفه ملامحه أوي.
مشيت مع زياد لحد ما وصلنا لباب غريب كبير وفي جوهرة في نصه زقينا الباب جامد لحد ما فتح، مش ممكن تتخيلوا المشهد اللي شوفته كان فيه حوالي عشر جثث هياكل عظمية حوالين ترابيزة كانو بيشربوا تقريبا ومليانين تراب؟
قربت منهم أنا كاتمة نفسي قلبي بيدق، مكنتش متوقعة توصل اني أشوف المنظر دا.
- خايفة؟
- لا، صعبانين عليا عملوا أي في حياتهم وحش علشان يموتوا الموتة دى؟
قربت من واحد كان متوسط الجلسة دى وشوفت في جيبه حاجة زي نوتة أو مذكرات في الجاكت بتاعه مسكتها وأنا خايفة أقرب منه ولما اتحركت ايد الهيكل من عليها ووقعت صرخت بعلو صوتي
- أنتِ غريبة اوي يا سديم يعني مخوفتيش من كل اللي كان في المركب وخوفتي من الحشرات ومخوفتيش من المنظر دا وخوفتي من ايد الراجل!!
- على فكرة دي ست.
- أي؟
- ايوة ست يا ذكي وهيئتها واضحة ليا من اول ما دخلت.
- وريني كده..
- خد تعالي هنا أنتَ رايح تشوف أي؟!
مسكته من قميصه وقولتله:
- اثبت مكانك علشان متزعلش
- دا هيكل عظمي.
- لازال بني آدم وكمان ست أخرس خالص واثبت كده.
ضحك وغمازاته بانت فضحكت على ضحكته زي كل مرة، جميل زياد دا ونقي كده
- صوتك عالي!
- أي دا بجد؟
مسكت النوت بتاعة الست وبدأت أفتحها ولكن للأسف الكلام مكنش مفهوم كالعادة ومش عارفه لغة أي دي، وفجاة لقيت تراب بيقع على كتف زياد، وبيزيد الاوضة بتتهز بينا والمكان كله بيتهز، تراب كتير أوي من حوالينا فصرخت وقولتله:
- عرفت الناس دي ماتت ازاي أجري يا زياد أجري.
طلعنا نجري من مكان ما جينا ولكن باب القبو دا كان اتقفل!
- هنموت مع بعض باين.
- متخافش، غلطة الناس دي اكتشفتها وهقولك عليها لما نطلع
قرب مني ودقق في ايدي وقالي:
- القلادة معاكي أنتِ منسيتهاش في الشجرة؟
- لا، ما هي دي بقا الغلطة.
قربت من الحيطة اللي كان منقوش عليها شكل القلادة وحطيت القلادة مكان النقش ولفيتها، الباب اتفتح، أخدت القلادة وجريت وزياد ورايا بس..
زياد وقع من على السلم مسطت ايده قبل ما يقع وشديته معايا لكن القلادة وقعت من ايدي جوا وأنا بشده
والحمدلله طلعته لكن للأسف القلادة وقعت واتقفل الباب، شكله كده اتقفل للأبد.
المفاجأة إن النوت اللي معايا الكلام اللي فيها اتغير كله أول ما طلعنا برا القبو دا.
قعدنا على الرمل نستريح وبدأت أقرأ الكلام بس قبل ما أبدأ لقيت زياد ميل بكتفه عليا وقالي:
- أنا تعبت معلش.
ابتسمت وأنا قلبي بيطلع من مكانه بيدق جامد وكان فيه فرقة طبل جواه، وبدأت اقرأ وقولت:
- عام 1940 تحركت سفينتي العزيزة للوجهة المنشودة، ظهرت السعادة على الطاقم الخاص بي، اليوم سوف نذهب بالكنز الكبير للتجارة به وسوف يتم مشاركته بيننا، اليوم هو اليوم الفاصل سوف يفترق فريق القراصنة لكننا سوف نظل أصدقاء للأبد، لذلك يجب أن نحتفل بذلك الفوز وذلك الأكتشاف، سوف نذهب إلي مخبئنا العزيز ونحتفل بالشرب حتى الثمالة لكني استمعت إلى أحد الطاقم بأنه يريد الغدر بنا لذا وبعد ان ينتعي احتفال الشرب هذا سوفأاردمه بالتاكيد تحت التراب ولن يكون اسمي (إليانا) إلا بعد أن انهي على حياته بيدي..
اتنهدت وبصيت لزياد اللي كان بيبص للسما وقولتله:
- للأسف ملحقتش تحتفل لأنه أتغدر بيهم فعلاً، الغلط اللي كنت مفكراه أنههم نسيوا القلادة برا المخبأ دا ف اتقفل عليهم واتشغل فخ التراب بس مكنتش اعرف ان الغدر كان هو اللي هلكهم، ودليل إن القلادة كانت برا القبو في السفينة معناه أنه البحار اللي معاهم أخد القلادة وهرب بيها في السفينة لكنه وقع في مثلث برمودا اللي نقله لسوء حظه هنا تاني بس يا ترى البحارةدا والكنز راحوا فين؟
- ممكن يكون مثلث برمودا التهمهم
- آه أصله كان جعان، قوم يا زياد قوم.
- بقولك ايه.
- نعم؟
قرب مني بخطوات بسيطة وقالي:
- أنتِ بنت عمتي من 23 سنه ومقدر ان الانسان اخر حياته في ال 70 او ال 80 تسمحيلي أعيش معاكي باقي عمري كزوج وحبيب ليكِ؟ أنا بحبك من زمان وأنتِ عارفة وبتحبيني لذلك ها؟
- يا أخي اتأخرت والله يا أخي كنت مستنية الكلمتين دول من زمان يلا علشان اقول لأمي تجهز الشربات.
- مدلوقة
- زيك!
أحببته بعمق المحيط حتى غرقت في عيناه، فوثقت أنه المنشود..")
بقلم:- هايدي إبراهيم
#سديم
#سفينة_مهجورة_على_الشاطئ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق